7 اعتقادات شائعة ولكنها خاطئة


يسود بين مختلف الناس كثير من الاعتقادات وأحيانا يكون بعضها خاطئا وليس لها أساسا علميا تستند إليه .. نذكر هنا سبعة اعتقادات شائعة جدا ولكنها خاطئة وليس لها أساس من الصحة .




  الحرباء تغير لونها لتموه نفسها 


 على الرغم من أن الحرباء chameleon تستطيع اخفاء نفسها من خلال التلون بألوان المكان الذى حلها ، فإنهم نادرا مايفعلون ذلك وفي غالبية الاحوال لاتقوم الحرباء بتغيير الوانها من اجل أن تصبح غير مرئية أو للتمويه وإنما من أجل أن تصبح مرئية يألوان فاقعة، قدر الامكان حيث أن جلد الحرباء يملك العديد من الخلايا الصغيرة القادرة على تغيير لونها تسمى kromatofor. هذه الخلايا تكون غير مرئية عندما تكون متقلصة على نفسها، ولكن تخلق بقع ملونة واضحة عندما ترتخي. والحيوان يملك القدرة على التحكم بهذه الخلايا وقادر على تغيير لونه. درجة حرارة وحالة الطقس أحد الاسباب التي تقف خلف تغيير الحرباء للونها، ولكن، وبالدرجة الرئيسية، الحالة الفيزيائية والمزاج هي التي تلعب الدور الحاسم فى ذلك. فالحرباء في حالة الاستراحة والاطمئنان تملك، عادة، نموذج حيادي من الوان الاخضر والاصفر او البني. وعندما تكون قلقة او خائفة او مريضة يظهر عليها بقع سوداء وفي الاحوال المتطرفة تصبح سوداء تماما. ومن أجل أن تثير اهتمام حرباء اخرى تلبس لون الاحمر او البرتقالي والتي يجعلها مرئية من مسافات بعيدة، وحتى للحيوانات المفترسة. غير ان الالوان الفاقعة تقول انها ليست طعاما طيبا، وبالتالي تترك بسلام. 

من اين جاء هذا الاعتقاد؟
 
قبل 2000-3000 سنة وصف الاغريق والرومان مثل بلينيوس وارسطوطاليس تغير الالوان عند الحرباء . ومنذ ذلك الوقت اصبح معلوما ان الحرباء لاتقوم بتبديل الونها فقط وانما تفعل ذلك بتطابق مع الوان البيئة المحيطة بها، لتختفي عن النظر.



  أن الثور يثور من رؤية اللون الاحمر


طبقا للاعتقادات والأساطير الشعبية لايجوز لنا أن نلبس الاحمر بقرب الثور أو حتى أن نمسك بمنديل أحمر ولو كان الثور مدجن. غير أنه من زمن بعيد تمكن الخبراء من البرهنة على أن الثيران، تماما مثل بقية الحيوانات الثديية، لاترى اللونين الأحمر والأخضر، وتملك رؤية ملونة ضعيفة للغاية فغشاء العين عند الثور، على العكس من الانسان، يملك نوعين فقط من المستقبلات الضوئية. لذلك لايستطيعون رؤية الاحمر ويجدون صعوبة في تمييز الالوان، على العموم. بمعنى آخر الألوان ليست هي التي تثير الثيران، وإنما الحركة. وفي حلبة صراع الثيران فإن حركة المصارع مدروسية لتكون استفزازية وهي التي تؤدي إلى هجوم الثور. 

طقوس صراع الثيران الكلاسيكية تنقسم إلى ثلاثة مراحل، هدف كل واحدة منها إنهاك الثور واجباره على خفض رأسه للهجوم عليه. خلال المرحلتين الأوليتين يستخدم المصارع منديلا أصفر يلوحه أمام الثور، وتكون ردة فعل الثور ذاتها مثل وقت التلويح بالمنديل الاحمر. في المرحلة الثالثة يستخدم المصارع منديل، من جهة أحمر ومن جهة اخرى أصغر. صغر مساحة المنديل من أجل اظهار مهارة المصارع في حين أن اللون الاحمر من أجل اخفاء تعبير الدم. ببساطة من الصعب رؤية بقعة الدم على المنديل الاحمر بالمقارنة مع المنديل الاصفر. 

من أين اتى هذا الاعتقاد؟ 

أن الثور يثور عند رؤية منديل احمر، أعتقاد له جذور قديمة. أقدم الكتابات عن ذلك نجدها في قصة انجليزية 
The Pillars of The Hous 1873  للكاتبة شارولت يونجس Charlotte Yonges حيث تكتب واصفة شخصا أنه:" مثل المنديل الاحمر للثور" . هذا التعبير مستعار من حفلات مصارعة الثيران التي اصبحت في ذلك الوقت معلومة للانجليز، حيث يقوم المصارع بأستفزاز الثور بقطعة حمراء. 



  النعامة تدفن رأسها فى الرمال من الخوف

 
تعلمنا  أو عرفنا منذ الصغر أن النعامة تدفن رأسها في الرمال عند الخوف، إعتقادا منها أنها إذا لم ترى العدو فأن العدو لايراها، غير أن ذلك ليس صحيح. في الواقع ان النعامة لاتدفن رأسها في الرمال عند الخوف على الاطلاق. لو كان ذلك حقيقة لأصبحت النعامة فريسة سهلة للعدو وعندها سينقرض النعام من سطح الارض. على العكس نجد أن النعامة التي تجلس على الارض فوق البيض، تحاول ان تكون غير مرئية لبقية الحيوانات. عندما تلاحظ اقتراب عدو تتمدد على الارض وتمد رقبتها لتصبح على مستوى الارض. بذلك يصبح جسمها يشبه كومة من التراب أو شجيرة وتضيع في ماحولها. 

من أين اتى هذا الاعتقاد؟
 
  جرى وصف النعامة  لأول مرة كتابيا عن طريق الباحث الروماني بلينيوس الاقدم (23-79). في كتابه ( تاريخ الطبيعة) كتب يقول أن النعامة تخفي نفسها من خلال دس رأسها في الشجيرات. فيما بعد تطور هذا التعبير ليشمل حتى الرمل. 



 تخاف الأفيال من الفئران 


 في العصر الحديث نجد أن بين رعاة الحيوانات في حديقة الحيوانات يلاحظون أن الافيال تعاني من قلق عند رؤية فأر فالفيل يبدو في سلوك غريب مما يعني أن رؤيته للفأر وركضه بين أقدام الفيل الحساسة تسبب له الازعاج وليس الخوف حيث أن أقدام الفيل شديدة الحساسية بالرغم من أنها كبيرة وخشنة، والفيل لايريد أن يدوس على شئ مجهول له.

ماهو مصدر الاعتقاد؟

لكون الفيل والفأر متعاكسان في الحجم ، من حيث أن الاول هو الأكبر والثاني هو الأصغر، استخدمهما الرواة الاغريق والرومان في قصصهم الخيالية بكثرة. كان الفأر يوصف على أنه الأسرع والأشرس في حين يجري رسم صورة الفيل على أنه الأطيب والأسرع خوفا من الفأر. 



 البومة طائر ذكى


شاع الاعتقاد  على مر الزمن أن البومة طائر ذكي. في البلاد العربية كان الاعتقاد أن البوم جلاب للشؤم. عند الاغريق القدماء كانت البومة ترمز للتعقل والذكاء وربة الحكمة أثينا كانت على الدوام تحمل على يدها بومة. في الواقع ذكاء البومة ليس شيئا مميزا. البومة مؤهلة لحياة ليلية، حيث تطارد الحيوانات الليلية الصغيرة مثل الفئران، ولذلك فهي تعيش في الخرائب، وتملك قدرات سمع مذهلة وقابلية طيران فذة تسمح لها بالطيران بدون صوت، كما تصدر صوت يخيف الحيوانات الصغيرة ويجبرها على كشف مكانها. يبدو أن سكن البومة في الخرائب والاصوات التي تصدر عنها ليلا، هي التي اخافت العرب وجعلتها رمزا للشؤم. مدربي الطيور حاولوا تدريب البومة لتقوم بأدوار محددة في الافلام، ليكتشفوا أن البومة تحتاج إلى وقت اطول لتفهم المطلوب منها، كما أنها تنسى بسرعة. على العكس نجد ان الببغاء والغراب أذكى بما لايقاس، وهم الذين يستحقوا أن يكونوا رمزا للذكاء والحكمة.



 الجمل يخزن الماء في سنامه


يستطيع الجمل البقاء على قيد الحياة بدون ماء اياما، ولكن عندما يتاح له أن يشرب فإنه يشرب الكثير من الماء. من الشائع أن الجمل العطشان يتمكن من شرب 100-150 لتر ماء في بضعة دقائق، لذلك ليس من الغريب أن بعض الناس اعتقدوا أن الجمل يخزن الماء في ظهره. في الواقع أن سنام الجمل مخزن للدهون لتزود الجمل بالطاقة فالجمل يستهلك الكثير من الطاقة خلال تنقله في الصحراء، كما أن قسم من الدهن يحمي الجمل من آشعة الشمس. 

ماهو مصدر هذا الاعتقاد؟ 
 
قصة أن سنام الجمل ممتلئ بالماء، لربما جاءت من مسافرين عبروا الشرق الاوسط أو شمال افريقيا مع قوافل الجمال التي كانت تمتلئ بها المنطقة. 
شيوع هذه الرواية في العالم يقدم لنا نموذجا عن إعتقاد من الجودة بحيث أن لا أحد وضعه موضع الشك وحاول التأكد من درجة صحته. 



 ذاكرة السمكة الذهبية تكفي لثلاث ثوان
 



يجري استخدام إدعاء ان ذاكرة السمك الذهبي قصيرة كحجة للبرهنة على أن حجر السمكة في وعاء مدور صغير ليس تعذيبا، ويعنون بذلك ان بعد دورة واحدة ستنسى السمكة انها كانت هنا. كان ينبغي معرفة أن من المستحيل أن تكون ذاكرة السمكة الذهبية بهذا القصر، من حقيقة ان ذلك سيكون سلبي و مميت فيما إذا هربت السمكة الذهبية من سمكة اخرى تنوي افتراسها، ثم بعد ثلاثة ثوان نسيت الهدف من هربها أو أنها هاربة. في الواقع يمكن تدريب السمكة الذهبية على التفاعل مع صوت معين او حركة معينة كأشارة على موعد الاكل، وتبقى تتذكرهم على مدى خمسة أشهر.

من اين اتت هذه الاشاعة؟

لا أحد يعلم مصدر هذه الاشاعة. في الصين توضع الأسماك الذهبية في أوعية زجاجية صغيرة منذ ألف عام، ولكن الصينيون لايعرفون هذه الاشاعة. على الاغلب ظهرت هذه الاشاعة في اوروبا بعد ان جاءت هذه الاسماك واصبحت جزء من عادات الطبقة الغنية.
f