هاتف ليلة العيد

   

 
رن هاتف الجوال وأنا في أوج انشغالي بتهيئة البيت استعداداً لاستقبال العيد المبارك..

 
التقطت الهاتف متوقعة تهنئة من صديقة عزيزة، غير أنني فوجئت بصوت بكاء ونشيج على الطرف الآخر

 
هدأت الصوت، وكلي وجل من عظيم المصاب الذي سيقع عليّ، فإذا بها فتاة من صديقات حياة تبكي بحرقة وألم ممتزج بالخوف من القادم

غدا سيطلقني زوجي.. لقد توعدني بأنه سيطلقني يوم العيد. وغداً هو العيد، ماذا أفعل حتى لا يطلقني؟؟

 
توقفت برهة أريد أن أستوعب فكرة الطلاق المقرون بالعيد، بادرتها ولماذا سيطلقك يوم العيد؟؟

 
قالت: إنه سبب تافه لا يستحق وقد اعتذرت منه كثيراً وتأسفت لكنه أصر على أنه سيطلقني يوم العيد

 
سألتها ولماذا أنت خائفة من الطلاق؟ هل بينكما أولاد؟

 
قالت: لا، لكن منذ تزوجته قبل سنة ونصف تقريباً وهو يمعن في إذلالي ويتصيد أخطائي ويحاسبني على كل صغيرة وكبيرة، ويتحكم بقراراتي الشخصية، ودائماً يثبت أنني مخطئة بحقه! وإذا بادرت بالاعتذار طالبني بتقبيل قدمه

حتى يوم صباحيتي (اليوم الأول بعد الزواج) هددني بالطلاق إن لم أنفذ كل أوامره وأمشي طوع بنانه

 
هنا فقط أوقفتها وطلبت منها تفسيراً لاستمرارها مع شخص يتلذذ بإهانتها ويتحكم بها.

 
قالت: أخشى على أهلي من صدمة طلاقي فهم مسالمون وهادئون وبعيدون عن المشاكل

 
بصراحة لم أستطع أن أكتم هذه المشكلة لأن فيها الكثير من العبر التي يجب علينا الانتباه لها وتفتيح عقول أبنائنا وبناتنا عليها في وقت مبكر

وفي جمعة أسرية طرحت المشكلة على الفتيات وطالبتهن بتقديم حل مناسب لها

قلن بصوت واحد: مشكلتها أنها ضعيفة فيجب أن تتحمل نتيجة ضعفها ورضاها بالمهانة والذل منذ بداية الزواج، فقد كانت بحاجة إلى الوقوف في وجهه عندما تجاوز حدوده معها، ومشكلة زوجها أنه يحتاج إلى إعادة تربية من جديد حتى يعرف كيف يحترم الآخرين كما يطالبهم بأن يحترموه 

 

الجميل في قصة تلك الفتاة أنها اجتهدت في حل مشاكلها مع زوجها دون الرجوع إلى أهلها ومعرفتهم بتفاصيل حياتها، لكن من جهة أخرى كان عليها وعلى أسرتها تثقيفها بما لها وما عليها وما هي حقوقها وما هي واجباتها

يبدو أنها تحتاج إلى إعادة نظر فيما فعلت آنفا ومدى قدرتها على الاستمرار في ظل هذه التهديدات المتكررة

 
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

............... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا