الإهمـــــــــــــــــال العـــــــــــــــاطفي


المرأة بطبيعتها عاطفية وتحلم بكل مايروي عواطفها ويشعرها بأهميتها وجمالها وهي تستمد أهميتها من الرجل وليس من نفسها في أغلب الأحوال، فإذا حجب عنها الرجل هذا الإحساس بالأهمية فإنها لا تحقق ذاتها بل تشك في نفسها وفي أنوثتها وقد يكون الرجل مشغولاّ بالليل والنهارفي الأعمال وجمع الأموال فلا وقت لديه للعواطف ولامعنى عنده لهذه المهزلة في إعتقاده، ويعتقد إعتقاداّ أخرلا يقل سخافة وهو أنه طالما كان يقدم لزوجته الأموال ويجعلها تعيش في مستوى جيد فما الداعي لأي شيء أخر وما معنى هذه العواطف الصبيانية، ولأنه رجل عملي جاف يعتقد أن الناس- حتى النساء- على شاكلته.
الواقع أنه لا المال- ولا أي شيء أخر- يمحو تماما جريمة الإهمال، وأن لكل شيء مكانه فالعين لا تصلح مكان السن والسن لا يصلح مكان العين ، وإذا كان المال بالنسبة للمرأة كالأسنان- على سبيل المثال- فإن العواطف كالعيون التي ترى بها الحياة والنور فما الفائدة من الأسنان التي تأكل بها حتى التخمة وهي تفتقد العيون التي ترى الحياة والجمال والنور؟
على أن رجل الأعمال المشغول بالليل والنهار لموقفه من إهمال زوجته عاطفياّ بعض المبرر وإن كان لا يكفي لعذره ولكن ما القول في الأزواج الذين ليسوا مشغولين، وفراغهم أكثر من عملهم ومع ذلك فجفاهم العاطفي أشد من جفاف رجال الأعمال؟
إنه إهمال لا يبرر ولا يغتفر.. وهناك رجال يمنعهم الحياء والخجل من الغزارة العاطفية وإطلاق كلمات الحب الصادقة الصادرة من القلب ويظنون أن الزواج نفسه(يدل على الحب) والواقع أن المرأة لا تختزن الحب بل تحتاج له كما تحتاج للطعام بشكل متجدد.
وبعض الرجال يظن أن المرأة يصيبها الغرور إذا جاد عليها بعواطفه وباح بمشاعر الحب والإعزاز في قلبه ، وهذا ليس بصحيح فالعواطف الصادقة تحيي قلب المرأة وتنعش شعورها وتجمل وجهها وتجعل سلوكها رقيقاّوحرصها على إسعاد زوجها مضاعفاّ.
وهناك رجال يظنون أن أدوار الحب والغرام مقصورة على المراهقين ومن المضحك أن توحي بها المرآة أوتمهد لها أو تطالب بها فهم يقولون ساخرين (خلص كبرنا على هذه الأمور) ولا يكبر على الحب إلا من يصغر

إن الإهمال العاطفي موجع للمرأة لأنه يحجب عنها أجمل ما تشتاق له ويجعلها تشك في أغلى ما تملك: أنوثتها وسحرها وجاذبيتها ...