عادة ما تشعر الأمهات الجدد ببعض الخوف والقلق عند بدء مرحلة الرضاعة الطبيعية من عدم كفاية لبن الثدي لإطعام صغيرها. فلبن الأم خلال الرضاعة الطبيعية هو الغذاء الأساسي لنمو الطفل.
ولابد من معرفة ما إذا كانت كمية اللبن تكفي لغذاء الطفل أم لا.
ويمكن تحديد ذلك من خلال بعض العلامات والمؤشرات التي يمكن أن تحدد ما إذا كان الطفل يحصل على الغذاء اللازم أم لا:
- أن يكون معدل التبول عند الطفل أقل من 5 مرات يوميا ومعدل التبرز عند الطفل أقل من مرتين يوميا.
- أن لا يتحقق معدل الزيادة في الوزن المطلوب للطفل والذي يحسب من خلال وزن الولادة, أو أن يفقد الطفل الوزن مع تزايد عدد الرضعات خلال اليوم من 8-12 رضعة خلال اليوم.
ومن الاعتقادات الشائعة أن هناك بعض الأطعمة التي تعمل على زيادة إفراز لبن الأم خلال الرضاعة، إليها أهمّها:
بذور الحلبة
حيث استخدمت بذور الحلبة لقرون لزيادة إفراز لبن الأم وهناك بعض الدراسات التي رسخت هذا الاعتقاد. وينصح الاطباء بتناول مشروب الحلبة خلال النظام الغذائي للأم أثناء فترة الرضاعة للحصول على كميات وفيرة من لبن الثدي خلال اسبوع واحد. كما أن بذور الحلبة هي مصدر هام للحديد والكالسيوم والفيتامينات والمعادن. ولكن يحذر استخدامها بكثرة فهي مدرة للبول وقد تتسبب في حدوث جفاف وفقد الكثير من المياه خارج الجسم.
بذور الشمر
وقد أثبتت الدراسات أن بذور الشمر تعمل على زيادة إفراز لبن الأم. كما ينصح الأطباء بتناولها لمنع المغص عند الأطفال. وهي أيضا غنية بفيتامين C. كما أنها معطر جيد للفم وتساعد على تحسين عملية الهضم.
بذور الكمون
وبذور الكمون لا تعمل على زيادة افراز لبن الأم فقط ولكن أيضا تعمل على تحسين عملية الهضم وتعمل على الوقاية من الحموضة والانتقاخ والإمساك. كما انها مصدر هام للحديد ليساعد على تعافي الأم بعد الولادة. وبذور الكمون هي جزء لا يتجزأ من معظم الأطباق الهندية. ويمكن تحميصها وإضافتها للسناكس أو الصلصات.
حبة البركة
حبة البركة هي مصدر ممتاز للكالسيوم كما أنها تعمل على زيادة إفراز لبن الأم. فيمكن إضافتها لبعض الاطعمة خلال النظام الغذائي للأم أثناء فترة الرضاعة.
بذور الشبت
الشبت مصدر جيد للحديد والماغنسيوم والكالسيوم. كما يعمل على زيادة إفراز لبن الأم ويسهل عملية الهضم ويساعد على النوم الهادئ. وهو أيضا من مدرات البول لذلك لابد من الحرص عند تناوله كي لايتسبب في حدوث الجفاف. ويمكن اضافة بذور الشبت إلى السلطات أو الأجبان.
الخضروات الخضراء والقرع
الخضروات من فصيلة القرع تعمل على زيادة إفراز لبن الأم. كما أنها تسهل من عملية الهضم. والخضروات الخضراء مثل البسلة والسبانخ والاسبارجس هي مصدر ممتاز للفيتامينات والمعادن فضلا عن مادة الفيتو استروجين التي تعزز عملية الرضاعة. ويمكن طهي الخضروات اضافة مع البهارات وتناولها كوجبات خفيفة اثناء اليوم.
البقول والعدس
وخاصة العدس الأصفر فهو غني جدا بالحديد والالياف. كما أنه يساعد على زيادة كميات اللبن عند الأم خلال الرضاعة. يمكن تناوله بين الوجبات كشوربة.
الخضروات الملونة
مثل الجزر والبطاطس الحلوة والبنجر. فهي غنية بمادة البيتا كاروتين المفيدة للطفل أثناء الرضاعة. كما أن البنجر والبطاطاس الحلوة غنية بالحديد لتحسين وظائف الكبد. وبذور الجزر معروفة أيضا بفعاليتها لزيادة افراز اللبن. ويمكن تناولها مع السلطات والشوربات أو كوجبات خفيفة.
المكسرات
من المكسرات التي تعمل على زيادة كميات اللبن أثناء الرضاعة هي اللوز والكاجو وهي سناكس مفضلة للجميع. كما يمكن إضافتها للحلويات.
الشوفان
وهو مصدر غني بالحديد والكالسيوم والألياف وله شعبية كبيرة بين الأمهات المرضعات. ويمكن تناوله مسلوقًا مع اضافة اللبن والمكسرات أو الفواكه لتعزيز قيمته الغذائية.
الزبدة و الزيوت
بعض الدهون الناتجة من الزيوت والزبدة تكون مفيدة. فبعض الزيوت مثل زيت الزيتون وزيت بذور الكتان وزيت السمسم هي زيوت صحية تساعد على افراز لبن الثدي. أما الزبدة والسمن وزيت جوز الهند، فلابد من استعمالها بحذر فهي تعمل على زيادة الطاقة. ويمكن استعمال الزيوت في الطبخ كما يمكن اضافة القليل من الزيوت للسلطات.
هل هناك أي شئ اخر يعمل على زيادة افراز لبن الأم؟
هناك بعض النصائح التي لابد من اتباعها لتساعد على زيادة افراز لبن الأم ومنها:
شرب كميات وفيرة من المياه من 10-12 كوب خلال اليوم. فلبن الأم هو سائل، مما يتطلب شرب الماء لتوفيره، فبغض النظر عن الطعام التي تتناوله الأم، إن لم يكن هناك كميات كافية من الماء، فلن تحصلي على كميات اللبن اللازمة. وينصح بشدة بتناول كوب من الماء قبل كل رضعة.
الرضاعة المنتظمة للطفل. فجسم الام يعتاد على إنتاج الكمية المطلوبة لاشباع الطفل. لذلك اذا تم استعمال اللبن الاضافي بجانب لبن الام، فستقل كمية لبن الثدي المنتجة تلقائيا. وكلما أرضعت الأم صغيرها كلما زادت كمية اللبن التي تنتج داخل الجسم. كما انه ينصح بتنظيم روتين للرضاعة كي يساعد على تحسين عملية انتاج لبن الأم.
الحصول على قدر كاف من الراحة. فعند الشعور بالاجهاد, لن يستطيع الجسم الحصول على الطاقة اللازمة لانتاج اللبن بشكل طبيعي. لذلك لابد من الحصول على قدر كاف من الراحة والنوم خلال اليوم.
الاسترخاء. فالاعتياد على نمط الحياة الجديدة كأم, قد يتسبب في الضغط النفسي في بعض الأحيان. وهو ما يؤثر بشكل كبير على نقص كمية اللبن اثناء فترة الرضاعة. لذلك فلأجل الأم وطفلها لابد من الاسترخاء والتخلص من المشاعر السلبية. فيمكن الحصول على بعض المساعدة من احد افراد العائلة أو الاستعانة بمربية.