حين تُضاهي الأبوة مشاعر الأمومة


هو شريك كما هي شريكة في الحياة الزوجية، ودوره لا يختلف عن دورها، متساويان بكل شيء لأن ما جمعهما أكبر من ان تفرقهما امور صغيرة ومتطلبات الحياة الزوجية. لا يُخفى على احد أن المرأة تعبّر عن مشاعرها وكل ما يخالجها أكثر من الرجل، لكن هذا  لايعني انه بعيد عن عالم الحب والتضحية ومشاعر الأبوة. ربما يجهل الخطوات التي يحتاجها لتأدية دوره على أكمل وجه ، و بما تنقصه المساندة والتشجيع ليتحمل مسؤولية تربية طفله ومشاركته لحظات الفرح والحزن .

هو يحبه كما هي تحبه ، يخاف عليه كما هي تخاف عليه ولكنه لا يعرف كيف يُسكت القلق الذي يسكن في داخله عند رؤية طفله يبكي دون توقف . فكيف تساعدين زوجك في رعاية ابنكما ؟ وكيف تشاركينه في تأدية دوره دون مصاعب ؟

مجموعة نصائح

يدرك الزوج ان ادواراً كثيرة بإنتظاره لكنه لا يعرف حقيقة صعوبتها إلا عندما يتوجب عليه أن يؤديها، والصعوبة الأكبر تكون في لعب دور الأب المثالي مع طفله ، وهنا تكمن اهمية مساعدة زوجك لممارسة دوره بالطريقة الصحيحة من خلال الأمور التالية :
- متابعتتك كل فترة الحمل وما بعدها ومرافقتك أثناء زيارتك عند الطبيب .
- دعيه يشعر بنبضاته ويتحدث مع طفلك وهوجنين في احشائك
- تحدثي معه عن الدور الذي تتوقعينه منه تجاه طفلكما
- ناقشي معه مخاوفه والمسؤوليات المترتبة على كل منكما
- تجنبي الكلام القاسي وتوجيه الملاحظات في كل ما يتعلق بتأديته لواجباته الأبوية واسلوبه في التعامل مع الطفل.
- لا تقارني بينك وبينه لأنه سيشعر بالإحباط وبالعجز تماماً
- إجعليه يشعر بقيمة ما يفعله وان دوره مهم جدا حتى في الامور البسيطة
- إتركي لزوجك فرصة ليقضي وقتاً خاصا مع الطفل فهذا يشعره بالثقة وبدور الأبوة ويقربهما من بعضهما

إنعكاس دوره على الطفل

على عكس الصورة التي فرضها المجتمع العربي بأن الذكورية هي السائدة ودور الرجل لا يتمثل إلا بتأمين الحاجات المادية لمنزله الزوجي، في حين يقع على الزوجة تأدية كل الأدوار، مهمشاً بذلك أهمية دور الرجل في الأسرة. فالعائلة ليست كناية عن دفتر حسابات يدفع الرجل مصاريفها وينتهي دوره عند هذا الحدّ . فأهمية وجوده في الأسرة أكبر وأهمّ من ذلك، عليه تأمين الحماية العاطفية والاستقرار والأمان ، فالأب كما الأم له دور اساسي وبارز في تربية الاولاد خلافا لما هو شائع .

لذا عليه ان يُدرك ان دوره لا ينحصر فقط كزوج بل هو ايضا أب، ولغيابه صدى يجرح معالم الأبوة كما الزوجية على حدّ سواء . الأبوة ليست كلمة سهلة كما يتراءى للبعض، فهي تحمل دلالات أعمق من ان نختصرها ضمن إطار واحد ،  لذا على الزوج ان يدرك ان بُعده او تهميش صورته من شأنه ان يؤثر سلباً فالطفل  بحاجة لأن يرى أباه في صورة قوية وبأنه العمود الفقري في المنزل. ويبقى ان نعرف ان ليس هناك أب وأم مثاليين وانما عطاء غير مشروط وحب يفوق حدود " الإملاءات".و اعلموا دائمًا أن دوركما تجربة لا تشبه سواها فهي مميزة لأن طفلكما إستثنائي .