اهمية وجود الزوج مع زوجته اثناء فترة الحمل



وجود الرجل الى جانب زوجته في هذه المرحلة امر ضروري، لانه جزء لايتجزأ من عملية تكوين الاسرة، ولذلك عليه ان يساند زوجته ويواكبها في كافة مراحل تطور الحمل لديها. وهذا التطور فيه تغييرات وتحولات كثيرة على المستوى الهرموني، الجسدي والنفسي والاجتماعي وغيرها، وكلها تحتاج إلى رعاية الزوج وعنايته واحتضانه


!!


وهنا يكون دور المرأة كبيراً من خلال اطلاع الرجل على كل المستجدات التي تنتابها اثناء الحمل، ويجب ان يعلم كل رجل ما تعانيه زوجته. وهنا نشير الى ان عدداً لا بأس به من الازواج يعتبر ان الحمل هو من شأن المرأة وحدها، وهذا خطأ كبير، خصوصاً في ما يخص التغييرات النفسية والفكرية، لاسيما اذا كانت سلبية كالقلق والخوف وغيره. والا، لايمكن لاحد الطرفين ان يعيش نمطاً ثابتاً من دون تغيير، مقابل مستجدات كثيرة عند الطرف الآخر، فهنا ينعدم التواصل بينهما مما يؤدي الى نفور وابتعاد وسوء فهم ومشاكل كثيرة، ويبقى الطلب الاساسي ان تقوم الحامل باشراك زوجها في كل محطات حملها، حتى في اوقات معاينتها عند الطبيب، وهو بدوره عليه ان يستشير اختصاصيين في الامر للوقوف الى جانب زوجته ومساعدتها.

ماهي المشاعر التي تحتاجها المرأة في هذه الفترة؟
قبل كل شيء على الزوج ان يقتنع تماماً بأن زوجته حامل منه، وان يفخر ويعتز بهذا الحمل، وبأنه سوف يصبح أباً سواء كان ذلك للمرة الأولى او الثانية او حتى غير ذلك، فهذا مهم جداً، لان المرأة ترصد مشاعر زوجها وردود افعاله من دون ان ينتبه، وترى ما اذا كان فرحاً بهذا الحمل ام انه يشعر بالقيود وعدم التحرر وما الى ذلك، وهذه المشاعر السلبية تسبب عند الزوجة مشاعر سلبية، والعكس صحيح ايضاً.

وهكذا فإن عدم قبول الرجل بهذا الحمل، والمولود كجنس (ذكر أو انثى)، يسبب عند المرأة نوعاً من الخوف والندم وعقدة الذنب بالاضافة الى الغضب والثورة والانفعال السريع، وهذا بطبيعة الحال يؤثر على الرحم، وبالتالي على الجنين (الجهاز العصبي ثم التكوين)، من هنا نؤكد ان النشوة والفرح والارتياح والتأهب السليم للمولود الجديد هي مشاعر تحتاجها الحامل في هذه الفترة لحمل طبيعي، ولولادة سليمة، ويبقى الاهم هو الاقتناع بجنس المولود كيفما كان، وهذا لايكون في حال لم يعطها الزوج هذا الشعور بالارتياح والطمأنينة والقبول بما يقدره الله، بالاضافة طبعاً الى رفع معنوياتها وبث روح الحب والتودد في نفسها.

متى يحصل النفور عند الزوج من زوجته خلال فترة الحمل؟
في مسار الحياة الزوجية لايوجد إيجابيات دائمة ولا حتى نفور دائم، والحياة الزوجية السليمة فيها القبول والرفض، وفيها النفور والتحبب والتودد، ولكن متى يأتي النفور؟!.. في بعض الاحيان يأتي هذا النفور من دون سبب، وفي بعض الاحيان يكون لاسباب سطحية، واحياناً لاسباب جوهرية. ففي بعض الاحيان، وبسبب المستجدات في الحياة اليومية ومشاكلها، قد يشعر الزوجان بأنهما منقبضان، وهذا ما يؤدي الى نفور احدهما من الآخر، وعلى الزوجة ان تحاول استيعابه قدر المستطاع، لأن هذا النفور عابر، هذا في الحياة العادية فكيف الامر في حال كان هناك حمل؟!

فالمسار النفوري الابتعادي والتوددي التحاببي في ما بعد هو نفسه، واسبابه تكمن في ان المرأة قد تكون غير قادرة على تحمل الوضع في هذه الفترة، وبالتالي فهذا يؤدي بالرجل الى النفور، او يكون خوف الرجل على زوجته من الفعل الحميم يؤدي الى ذلك، او حتى ان فترة الوحام قد تسبب النفور، ولكن هذا الشعور حتمياً عند الرجل تجاه المرأة الحامل.

هل هناك حالات أخرى تبعد الزوج عن زوجته الحامل؟
هنا نعود الى ضرورة وجود الرجل الى جانب زوجته خلال فترة الحمل، فالنفور قد يبعده قليلاً عنها، ولكن هناك حالات قسرية اخرى كالطلاق، الموت وغيرها قد تشعر الحامل بالوحدة والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقها. فالطلاق، السفر، العمل والموت كلها حالات تضع الحامل في مشاعر كثيرة، فبالنسبة للعمل يمكن للزوجة ان تقف الى جانب زوجها من خلال مشاعر التقدير والمساندة والمشاركة له في ظروف عمله، وان تكون الى جانبه قدر المستطاع، والامر ينطبق عليه أيضاً وفقاً لظروف عمله، والوجود هنا يمكن ان يكون معنوياً أكثر منه مادياً.

وفي حال السفر، وبعد الزوج عن زوجته الحامل، يتشكل لديه نوع من القلق عليها، والزوجان المتحابان يستطيعان تخطي هذه المرحلة، الا ان وجود الرجل الى جانب زوجته ينعكس ايجابياً عليها ويعطيها القوة والدعم. والحالات كلها تهون امام حال الطلاق، فهي مشكلة كبيرة جداً، فالحمل والطلاق يؤثران على نفسية المرأة وسلامة تكوينها، وهنا نشير الى ان هناك حالات طلاق كثيرة تقع لاسباب سخيفة جداً، وهنا المصيبة الكبرى، لان الطلاق لايجب ان يقع الا بسبب خلاف كبير لاحل له.

وهنا دعوة الى الثنائي للخضوع الى جلسات تحضيرية لمعرفة كيفية التصرف في هذه الامور لتحاشي الوقوع في الخطأ. والطلاق يعني الخلاف المعمق، وعدم القدرة على إيجاد حل لسوء الفهم او الاختلاف، وعلى الزوجين المحاولة والاسترشاد، فهذا يقع على عاتقهما، فليس اصعب من حياة امرأة حامل ومطلقة، والمشكلة الاكبر تكون من نصيب المولود الذي سوف يعيش بعيداً عنهما، او يشعر بالحرمان العاطفي والمعاناة من احدهما، سواء عاش مع امه ام مع ابيه. فعاطفة كل من الاب والام مهمة لنمو الطفل وتكوينه النفسي والجسدي.

كيف تكون مساعدة اي زوجين يمران بمرحلة بعد او افتراق؟
* من الضروري ان يرتاح الجنين في بطن امه.
* يجب ان تكون نفسية المرأة مرتاحة وأن يكون مصدر هذه الراحة هو الزوج والمحيط.
* ان تعيش الحامل حالة استرخاء، لأن ذلك يؤدي الى تكوين طبيعي للجنين، وبالتالي الى ولادة سليمة وطبيعية، وهناك ابحاث كثيرة اشارت الى ان غضب المرأة الحامل يؤثر سلباً على الولادة، فينشأ نوع من الانكماش، مما يحتاج الى عملية قيصيرية، وهذا أيضاً يؤثر على تكيف المولود مع محيطه. وهنا نشير الى ان الارتياح يتحقق بالدرجة الاولى في حال كان هناك قبول في الاساس بالحمل والانجاب من قبل الزوج اولاً وزوجته ثانياً.